تجربتي مع ارتفاع انزيمات الكبد هي من التجارب الصعبة والمريرة التي يمر بها الإنسان خلال حياته. حيث يعتبر الكبد من أهم أعضاء جسم الإنسان، فهو يفرز الإنزيمات التي يحتاجها الجسم لتسهيل عملية الهضم. ويساعد أيضاً في التخلص من البكتيريا الضارة والسموم التي توجد في الدم، وتؤدي الى الإصابة بالكثير من الأمراض والمضاعفات في حال لم يتم التخلص منها عن طريق الكبد. كما أنه يقوم بإنتاج العصارة الصفراوية، ويعمل على استقلاب الدهون والكربوهيدرات. ولكن قد يتعرض لبعض الاضطرابات نتيجة إدمان الكحول، الذي يعتبر أهم العوامل التي تؤدي الى إصابة الكبد أو تراكم الدهون بسبب الإصابة بالسمنة.
كما ينتج عن إصابة الكبد وتليفه الكثير من الأعراض والمضاعفات. أبرزها ظهور بقع حمراء على الجلد، وآلام المفاصل. ويذكر أحد الأشخاص أن هذه التجربة ساعدته في التعرف على الكثير من الأمور التي كان يجهلها مسبقاً. فربما لا يكون لديك معرفة عن الكبد وأهميته ووظائفه قبل أن تصاب بارتفاع انزيمات الكبد، لكن بعد الإصابة، وبمساعدة الطبيب المختص، ستتعلم الكثير. وفي هذا المقال، سوف أتحدث عن تجربتي مع ارتفاع انزيمات الكبد وتجارب أشخاص آخرين خضعوا لهذه الحالة من قبل، وأذكر معلومات أخرى حولها.
تجربتي مع ارتفاع انزيمات الكبد
ذكر أحد الأشخاص قصته وقال: اليوم سأتكلم عن تجربتي مع ارتفاع انزيمات الكبد. أنا شاب في الـ 27 من عمري. مررت بتجربتي مع ارتفاع انزيمات الكبد قبل سنتين تقريباً. إذ كنت أشعر بالوهن والتعب الدائمين، وكنت أحسب أن السبب وراء ذلك هو المجهود البدني الذي أبذله والعمل الشاق الذي أمارسه. إلا أنه حتى في أوقات الراحة والفراغ والجلوس مع الأصدقاء والأهل كنت أشعر أيضاً بالإرهاق. وهذا الأمر انعكس سلباً على حياتي وقدراتي الجسدية، حيث أصبحت أتغيب كثيراً عن العمل بداعي التعب. ولذلك أصبحت محط سخرية وضحك وانتقاد الأشخاص من حولي، ووصفوني بالكسول والمتخاذل.
لذلك قررت وقتها مراجعة الطبيب المختص لمعرفة أسباب هذا التعب، وطلب مني إجراء فحوصات معينة من بينها اختبارات لوظائف الكبد. وبالفعل، أظهرت نتائج الفحوصات أني مصاب بارتفاع انزيمات الكبد. وفي البداية ظننت أن هذا المرض خطير ومزمن، إلا أن الطبيب وصف لي بعض الأدوية التي يمكن من خلالها علاج ارتفاع انزيمات الكبد. وبعد أن تناولت هذه الأدوية بانتظام لفترة معينة شعرت بتحسن شديد، وأجريت اختبارات الكبد مرة ثانية، ووجدت أن الأمور عادت الى مجراها الطبيعي ولله الحمد.
اقرأ أيضاً: تجربتي مع النيلة الزرقاء للجسم
ما هي انزيمات الكبد
انزيمات الكبد هي من أشكال البروتينات التي تسهم في حدوث التفاعلات الكيميائية في جسم الإنسان. وعندما يحدث خلل في هذه التفاعلات، تحصل الكثير من الاضطرابات والمضاعفات والمشاكل الخطيرة في الجسم. ومن أهم التفاعلات التي تعد انزيمات الكبد مسؤولة عنها: إطلاق العصارة الصفراوية، وتحرير بعض العناصر للمساعدة في تخثر الدم، وتسهيل عملية الهضم، وتفتيت الطعام، وحماية جسم الإنسان من أمراض كثيرة. وأبرز انزيمات الكبد في الجسم:
- ناقلة أمين الألانين.
- جاما جلوتاميل ترانسفيراز.
- ناقلة أمين الأسبارتات.
- الفوسفاتيز القلوي.
ويعد انزيم ناقلة أمين الأسبارتات وانزيم ناقلة أمين الألانين من أبرز الأدلة على وجود اضطرابات في وظائف الكبد.
اقرأ أيضاً: تجربتي مع انقطاع الدورة
ماذا يعني ارتفاع انزيمات الكبد
يعني زيادة تركيز انزيمات الكبد في الدم. حيث يتم زيادة إفراز هذه الانزيمات من خلايا الكبد بشكل مفرط، مما يشير الى وجود خلل أو عدوى أو موت لبعض خلايا الكبد. وهذه الخلايا التالفة أو المريضة تقوم بإفراز كميات زائدة من انزيمات الكبد، مما يؤدي لحدوث اضطرابات. ويمكن أن يستمر ارتفاع انزيمات الكبد لفترة طويلة أو قصيرة، ويتعلق باستمرار مشاكل الكبد وأمراضه. لاسيما أمراض التهاب الكبد بي وسي، وسرطان الكبد الخطير.
أسباب ارتفاع انزيمات الكبد
هناك الكثير من الأسباب التي ترفع احتمالية الإصابة بارتفاع انزيمات الكبد، أبرزها:
- تناول المواد الكحولية بشكل مفرط ولفترة طويلة.
- تناول بعض الأدوية دون وصفة أو استشارة طبية، لاسيما الأدوية التي تحتوي على مادة الأسيتامينوفين، والتي تؤثر بشكل سلبي على وظائف الكبد في الجسم.
- الإصابة بالأمراض والاضطرابات الهضمية.
- الإصابة بسرطان الكبد وبالتهاب الكبد الوبائي أ و ب و ج.
- خلل واضطراب الغدة الدرقية.
- تناول المضادات الحيوية دون علم الطبيب. وهذا قد يؤدي الى إصابة الكبد بعدوى خطيرة يصعب الشفاء منها. ومن أبرز هذه المضادات: التتراسيكلين والفلوكونازول.
اقرأ أيضاً: تجربتي مع التلبينة يومياً للقولون والنحافة والوزن
ما هي أعراض وجود خلل في انزيمات الكبد
توجد بعض الأعراض التي تدل على تغير مستوى وتركيز انزيمات الكبد في جسم الإنسان. وتختلف هذه الأعراض من شخص الى آخر، وهي:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- تعب ووهن شديدين، والشعور بالإرهاق.
- اضطرابات كالتقيؤ.
- آلام معدية.
- آلام في منطقة تواجد الكبد، أي تحت القفص الصدري على الجزء الأيمن من البطن.
- اختلالات عقلية.
- حكة مستمرة.
- اصفرار في لون البول.
- فقدان الشهية.
- الإصابة باليرقان، وأبرز أعراضه ظهور اصفرار في لون الجلد وبياض العين وشحوب الوجه.
الأشخاص المعرضون لارتفاع انزيمات الكبد
هناك بعض الفئات تكون احتمالية الإصابة بارتفاع انزيمات الكبد مرتفعة، وهم:
- المدمنون على المخدرات والمواد الكحولية.
- المصابون بداء السكري المزمن، لما له من تأثيرات سلبية على الكبد.
- الذين يعانون من مشكلة الوزن الزائد، وذلك لأن تراكم الشحوم والدهون في منطقة البطن يضعف الكبد.
- الذين لديهم أفراد مصابين بالمرض من الدرجة الأولى.
اختبارات ارتفاع انزيمات الكبد
يتم الكشف عن مرض ارتفاع انزيمات الكبد من خلال إجراء بعض التحاليل التي تفحص نسبة الانزيمات المختلفة الموجودة في الكبد. ومن خلال هذه التحاليل يتم الوقاية من الإصابة بالكثير من الأمراض الخطيرة. وهذه التحاليل هي:
- انزيم ناقلة أمين الألانين: هو من الانزيمات المهمة في الكبد، يعد المسؤول عن عملية تحويل البروتينات الى طاقة لازمة لعمل خلايا الكبد. كما أن هذا الانزيم له دور فعال في زيادة مستويات انزيمات الكبد، لاسيما عند تعرضه للإصابة أو التلف. لذلك يصر الكثير من الأطباء على أهمية المراجعة الطبية باستمرار للسيطرة على مشاكل تلف الكبد في أوقات مبكرة.
- انزيم الفوسفاتاز القلوي: هو من الانزيمات الموجودة في الكبد والعظام، يقوم بتحليل جميع بروتينات الكبد بسرعة وبسهولة. وإن ارتفاع تركيز هذا الانزيم الى ما فوق الحد الطبيعي يؤدي الى الإصابة بالكثير من الأمراض الخطيرة، والتي تحتاج الى التدخل الفوري من الأطباء.
- انزيم ناقلة أمين الأسبارتات: له دور حيوي ومهم في عملية استقلاب الحموض الأمينية في الكبد. وإن زيادة مستويات هذا الانزيم ضمن الكبد تشير الى وجود خلل أو تلف في عضلات الجسم أو في الكبد. وهذا أيضاً يتطلب التدخل الفوري من الأطباء، وتلقي بعض الأدوية والعلاجات التي تسهم في خفض مستويات الهرمون، ومن ثم الوقاية من مشكلات تلف الكبد.
- الألبومين والبروتين الكلي: الألبومين هو بروتين هام يتم إنتاجه في خلايا الكبد باستمرار وبمستويات طبيعية. يسهم في مهاجمة الأمراض السارية والمعدية التي تؤثر بشكل سلبي على الكبد وعلى الجسم بشكل عام. كما يحفز الكبد على القيام بوظائفه الحيوية. وإن انخفاض مستويات هذا البروتين عن الحد الطبيعي يمكن أن يؤدي الى خطر الإصابة بأمراض الكبد الخطيرة.
علاج ارتفاع انزيمات الكبد
ارتفاع انزيمات الكبد من الأمراض التي تحتاج الى رعاية وإشراف طبي، لذا محاولة الشفاء من المرض في المنزل ودون تدخل الطبيب لن تكون مجدية، وهنا معلومات مهمة حول علاج انزيمات الكبد:
- تعود انزيمات الكبد الى مستوياتها الطبيعية بعد أسبوعين الى أربعة أسابيع لدى ثلث الأشخاص المصابين في العالم تقريباً.
- في حال لم تفلح العلاجات وبقيت انزيمات الكبد مرتفعة، سيطلب طبيبك اختبارات أخرى. مثل اختبارات الدم، واختبارات التصوير كالأشعة المقطعية، والموجات فوق الصوتية، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
- يمكن أن يتم تحويلك الى أخصائي كبد لمتابعة العلاج، وذلك بحسب العامل الرئيسي المسبب لارتفاع انزيمات الكبد لديك.
- كل علاج لانزيمات الكبد يتوافق مع سبب معين لهذه الحالة، لذلك لا تنجح أغلب العلاجات مع حالة معينة من ارتفاع انزيمات الكبد.
*تنويه: المرجو عدم اخد معلومات الموقع كنصائح طبية ،يجب عليك دائما إستشارة متخصص قبل العمل بأي معلومة.